موقف الأحزاب اللّبنانيّة الموالية للسّلطة والمعارضة لها من الوحدة العربيّة
موقف الأحزاب اللّبنانيّة الموالية للسّلطة والمعارضة لها من الوحدة العربيّة[1]
منذر محمد الصّميلي
أ. د. ميرفت عطالله مشرفًا رئيسًا
أ. د. محمد علي القوزي مشرفًا مشاركًا
الملخص
تناول البحث موقف الأحزاب اللّبنانيّة الموالية “للسّلطة” والمعارضة لبيان الوحدة العربيّة، وذلك في المرحلتين الأولى قبل الوحدة العربيّة حيث مرّت العلاقات بين الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ والرّئيس جمال عبد النّاصر بتأييد تارةً ومن ثُمّ تعارض عقائدي واختلاف حاد تارةً أخرى حيث أدّى ذلك إلى تقارب جمع الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ والحكم اللّبنانيّ في عدائهما لعبد النّاصر.
وعلى الرّغم من تقاطع المواقف ما بين المسيحيين من جهة والحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ من جهة أخرى في معارضتهما للوحدة السّوريّة ـ المصريّة، إلاّ أنّ دوافع كلٍّ منها بقيت متباينة بصورة جذريّة، كما جاءت مواقف حزب الكتائب معتدلة خلال إدلاء رئيس الحزب الشّيخ بيار الجميل آنذاك بتصريحه مشككًا بالسّياسة السّوريّة المصريّة، أما الشّيوعيّون فلم يعارضوا قيام الوحدة لا بل أيّدوها حيث كان يهمّهم موقع لُبنان ودوره في السّياسة الأقليمية، وفيما خصّ الحزب التقدمي الاشتراكي فقد أيدّ الوحدة النّاصريّة حيث أعلن جنبلاط موقفه الصريح في خطابه الذي ألقاه في دمشق بتاريخ 9 آذار 1958 بتأييده المطلق للوحدة النّاصريّة.
Summary
The research examines the stance of Lebanese parties, both pro-“authority” and opposition, towards the declaration of Arab unity in the initial stages preceding Arab unity. During this period, relations between the Syrian Ba’ath Party and President Gamal Abdel Nasser fluctuated between occasional support and doctrinal opposition, leading to sharp differences at times, which ultimately led to a convergence between the Syrian Ba’ath Party and the Lebanese government in their hostility towards Nasser.
Despite the intersecting positions between Christians on one side and the Syrian Ba’ath Party on the other in their opposition to the Syrian-Egyptian unity, their motivations remained fundamentally divergent. The Kataeb Party’s positions remained moderate, as evidenced by the statement of the party’s leader, Sheikh Pierre Gemayel at the time, expressing skepticism towards the Syrian-Egyptian policy. The Arab Socialist Ba’ath Party, on the other hand, supported the unity. Meanwhile, the communists not only did not oppose the unity but also supported it, as they were concerned about Lebanon’s position and role in regional politics. As for the Progressive Socialist Party, it endorsed the Nasserist unity, with Jumblatt explicitly declaring his support for it during his speech in Damascus on March 9, 1958.
- موقف الأحزاب اللّبنانيّة الموالية للسّلطة، وبالمقابل مواقف الأحزاب والتيارات السّياسيّة المعارضة لها بالإضافة إلى مواقف فعاليات المجتمع المدني من الوحدة العربيّة
مرت العلاقات بين الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، والرئيس عبد النّاصر بمرحلتين:
– المرحلة الأولى – قبل الوحدة:
حين حدث تقارب ين الجانبين، وشهدت اندفاعًا من قبل الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ باتجاه عبد النّاصر، وظهر ذلك عبر عناوين ومقالات صحيفة البناء الناطقة بلسان الحزب المذكور، حيث أيدت مواقف عبد النّاصر وأشادت بها، ثم ترجمت تلك الاندفاعة عبر قيام وفد قومي سوري[2]، بزيارة عبد النّاصر في القاهرة، الذي استقبلهم بحرارة وترحيب، وذكر عبد الله قبرصي أحد قياديي الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ آنذاك، بأن هناك أسبابًا عدة دفعت الحزب المذكور لمحاولة التقرب من ناصر، أهمها:
أ. تقاطع معظم مبادئ ثورة يوليو مع ما ينادي به الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، مثل: العلمانيّة، محاربة الاستعمار والصّهيونيّة، ثم عدم قدرة الحزب المذكور على معاكسة التيار الشعبي الجارف المؤيد لناصر، حيث تقدم الولاء النّاصري، على ما عداه من عقائد، إضافة إلى حاجة القوميّين السّوريّين إلى دعم ناصر المادي والمعنوي لهم، فمعارضة ناصر، تعني خسارة الكثير من الحزبين والمؤيدين للحزب المذكور، لكن علاقة الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ بالرّئيس عبد النّاصر، ساءت بعد قيام الوحدة، ذلك أن عوامل التّباعد والاختلاف بين الحزب ودولة الوحدة، كانت أقوى من عوامل الّتقارب بين الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ وناصر، وأتى الاختلاف العقائدي في مقدمة تلك العوامل، إذ رأى الحزب المذكور أن وحدة مصر الطبيعية هي مع وادي النيل وليست مع الهلال الخصيب[3].
ب. إن الصّراع الحزبي في سورية إبان مرحلة ما قبل الوحدة، جاء ليضيف عاملًا جديدًا في عوامل التباعد تلك، وفي هذا الصدد، رأى قبرصي أن تهافت الأحزاب السّياسيّة السّوريّة نحو عبد الله النّاصر، وتسابقهم في إعلان الولاء والتأييد له، ساهم في تشويه صورة الحزب القوميّ الاجتماعيّ لدى ناصر، فقد أقنعه البعثيون والشّيوعيّون السّوريّون بأن القوميّين السّوريّين هم الأعداء الطبيعيون للوحدة السّوريّة – المصريّة[4].
وشكل التعارض العقائدي أساس الاختلاف بين الرئيس عبد النّاصر والقوميّين السّوريّين في لبنان، ولم يأتِ نتاج المعادلة السّياسيّة الداخلية اللّبنانيّة، وللدلالة على ذلك، فقد عارض الحزب السّوريّ القوميّ حلف بغداد، بنفس وتيرة معارضته للوحدة السّوريّة – المصريّة، بينما أيدته الحكومة اللّبنانيّة، وذلك على الرغم من التقارب الطبيعي الذي جمع الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ والحكم اللّبنانيّ في عدائهما لعبد النّاصر[5].
– المرحلة الثانية:
بدأت خلالها معالم الصّراع السّوريّ القوميّ – النّاصري تظهر في البيانات الرسمية للحزب المذكور، بالتزامن مع ولادة الوحدة، فبتاريخ 3 شباط 1958، أي بعد يومين على إعلانها، وجه رئيس الحزب المذكور (جورج عبد المسيح) رسالة إلى شكري القوتلي، والملك حسين والملك فيصل، والمجالس النيابية في كل من دمشق وبغداد وعمان، جاء فيها: .. لقد كانت جامعة الدول العربيّة ارتجالًا سياسيًا ماسخًا لفكرة الجبهة العربيّة، لأن تلك الجامعة قامت على التجزئات الأجنبية الاستعمارية.. باسم السّوريّين القوميّين الاجتماعيّين في الوطن وعبر الحدود، نستوقفكم وصحبكم السّوريّين في مباحثات علمية (الاتحاد المصري الشامي) حيال المسؤولية التاريخية الخطيرة في ربط جزء من الوطن السّوريّ باتحاد مع غير وحدته الطبيعية بدلًا من تحقيق هذه الوحدة أولًا، وبالتالي في تعريض مصير الأمة كلها إلى ما يتنافى مع سيادتها على نفسها…[6].
وفي المقابل، أيد الحزب السّوريّ القوميّ مشروع “الاتحاد العربيّ” بين الأردن والعراق، كونه يحقق اتحاد جزئين طبيعيين من أجزاء سورية الطبيعية، ففي رسالة موجهة من الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ إلى الملك حسين، للتهنئة ببزوغ الوحدة السّوريّة، المتمثلة بقيام الاتحاد العربيّ بين الأردن والعراق، جاء فيها:
- تهنئة جلالة الملك – حسين عمان
… نقدم تهانينا للمبادرة البطولية التاريخية الرائعة التي اتخذتموها لتحقيق نواة الوحدة الطبيعية لوطننا العزيز، الهلال السّوريّ الخصيب…[7].
وفي لبنان أدى هذا التّنافر بين القوميّين السّوريّين وناصر، إلى فقدان الحزب المذكور العديد من مناصريه ومؤيديه، وخصوصًا من المسلمين الذين تأثروا بالتيار النّاصري الجارف، والذي تعزز أكثر بعد إعلان الوحدة، وبالمقابل، شهد الحزب إقبالًا من المسيحيين اللّبنانيّين الذين تقاطعت مواقفهم وتطلعاتهم التقليدية في المحافظة على استقلال لبنان، ومعارضة انضمامه إلى أية وحدة…، مع الموقف السياسي المرحلي للحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، المعارض لهذه الوحدة النّاصريّة[8].
وتجدر الإشارة هنا إلى بروز تيار داخل الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، تخوف من التبعات السلبية التي يمكن أن تسببها معاداة القوميّين للرئيس عبد النّاصر، ووقوفهم بجانب السّلطة اللّبنانيّة، وبالتالي بجانب السّياسة الاشتراكيّ في المنطقة العربيّة، وترأس هذا النيار المعارض، القيادي جورج عبد المسيح الذي حاول لاحقًا (خلال أحداث العام 1958)، جر القوميّين للوقوف بجانب المعارضة، لكن حركته تلك لم تؤثر بشكل فاعل في الموقف الرسمي للحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ بجانب السّلطة اللّبنانيّة[9].
إذًا، فعلى الرغم من تقاطع المواقف ما بين المسيحيين وبين الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، في معارضتهما للوحدة السّوريّة – المصريّة، فإن دوافع كل منها بقيت متباينة بصورة جذرية، فمعارضة القوميّين السّوريّين للوحدة، لم تنبع من دوافع المحافظة على استقلال لبنان، ككيان مستقل، وتجنبيه أخطار الذوبان في تلك الوحدة، وإنما جاءت من أجل جعله جزءًا من وحدة أخرى تفوق الوحدة السّوريّة – المصريّة، مساحة وسكانًا، ومن جهة أخرى، انبثقت معارضة المسيحيين اللّبنانيّين لتلك الوحدة، من خلال عاطفة تقليدية لديهم، عنوانها المحافظة على استقلال الكيان اللّبنانيّ كدولة مستقلة ذات سيادة وحضارة قومية لبنانية.
أما حزب الكتائب اللّبنانيّة، فلم يبد معارضته الواضحة لقيام الوحدة السّوريّة – المصريّة بعيد إعلانها، تفاديًا لمواجهة الرأي العام الإسلامي المؤيد للوحدة، داخل لبنان وخارجه، ففي خضم المهرجانات والاحتفالات الشعبية المؤيدة للوحدة، أدلى رئيس حزب الكتائب اللّبنانيّة الشيخ بيار الجميل، بتصاريح معتدلة فيما يتعلق بالحدث المذكور، لكنها اتسمت بالحذر والتوجس الشديدين من توجهات دولة الوحدة، سيما وأن الجميل كان دائم التشكيك والريبة من السّياسيّة السّوريّة تجاه لبنان، منذ الاستقلال وحتى قيام الوحدة. وقد زاد من حذره، ركوب السّوريّين التيار النّاصري الجارف في سائر الأقطار العربيّة، واعتبر الشيخ بيار الجميل أن هذا الاتحاد غير طبيعي[10]، ومفتقد لمقومات الوحدة الطبيعية لناحية الجغرافيا، والثقافة، والحضارة.. كونه ولد نتاج عوامل سياسية، وهو موجه ضد فريق عربي آخر، وبالتالي فإنه سيزيد من التفكك والتفسخ العربيّ، فهو وحدة فرعية تهدم مشروع الوحدة العربيّة الشاملة.
وفي ما يتعلق بتأثير الوحدة على لبنان، عول الجميل على مواقف المسلمين اللّبنانيّين المؤيدين لها، من خلال تأكيدهم سيادة لبنان واستقلاله، وربط الجميل بين وحدة لبنان والوحدة العربيّة، إذ لا وحدة عربية من دون لبنان مستقل موحد، وفي هذا النطاق، حذر الجميل من أن كل تقارب يقوم به المسلمون اللّبنانيّون من الجمهورية العربيّة المتحدة، سيقابله تقارب المسيحيين من العراق ومشروعه للوحدة، وقال: عندما تريد طرابلس الوحدة مع الجمهورية العربيّة المتحدة، فماذا يمنع جونيه وبيروت من الاتحاد بالعراق..؟ لبنان لن يتنازل عن سيادته مادامت السماء سماءً والأرض أرضًا[11].
- مواقف الأحزاب والتيارات السّياسيّة المعارضة للسّلطة
يعدّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، من أكثر الأحزاب المعارضة التي تفاعلت مع قيام الوحدة السّوريّة – المصريّة تأييدًا، وذلك بسبب التّوافق الطّبيعيّ بين ماهية ذلك المشروع الوحدويّ، وبين التّوجهات العقائديّة للحزب المذكور، ففكرة الاتّحاد بين مصر وسورية، طرحت من قبل حزب البعث العربيّ الاشتراكي، من خلال مشروع الميثاق، المقدم من قبل القياديّ البعثيّ أكرم الحوراني إلى لجنة الميثاق القوميّ للحزب في أوائل العام 1956[12]، وتكررت دعوة الحزب المذكور إلى قيام الوحدة بين مصر وسورية، في بيان أصدره حزب البعث العربيّ الاشتراكي بتاريخ20 أيار 1956[13].
عقب إعلان قيام الوحدة السّوريّة – المصريّة، أصدر عدد من البعثيين اللّبنانيّين بيانًا موقعًا من قبلهم، تضمن تأييدًا كاملًا لدولة الوحدة، باعتبارها انتصارًا للقوى الثورية والتقدمية العربيّة، ودعا البيان المذكور لبنان لأن يكون في سياق هذا الركب التقدمي، من خلال انسجام سياسته الخارجية مع السّياسة النّاصريّة، والتحرر من الالتزامات السّياسيّة الغربية[14].
وفيما يتعلّق برؤية حزب البعث العربيّ الاشتراكي لموقع لبنان من الوحدة السّوريّة – المصريّة يقول جبران مجدلاني أحد مؤسّسي الحزب المذكور، إنّ انضمام لبنان إلى أي وحدة، يتم عبر إقناع الغالبية العظمى من اللّبنانيّين بهذا الهدف، وليس عبر إجبار أي فريق من اللّبنانيّين بهذه المسألة، لأنه حينئذٍ سيتحول هذا الفريق المجبر إلى عامل تخريب ودمار، ويضيف، بأن إقناع الفريق اللّبنانيّ المتخوف من الوحدة يتم عبر علمانية الدولة، واشتراكية النظام، وبأن عروبة لبنان ليست هي المسألة المركزية في ظل الوحدة، وإنما دور لبنان تجاه السّياسة العربيّة التقدمية المتمثلة بمصر النّاصريّة[15].
أما الشّيوعيّون في لبنان وسورية، فعلى الرغم من عدم إيمانهم بالقوميّة كسبيل لإنجاز وحدة ما، إلا أنهم لم يعارضوا قيام الوحدة بين مصر وسورية، وفي كانون الثاني 1958، أي قبيل إعلان الوحدة، اتخذ الحزب الشّيوعيّ في لبنان وسورية موقفًا مؤيدًا للوحدة السّوريّة – المصريّة، شرط الحفاظ على ذاتية وشخصية كلا الإقليمين المصري والسّوريّ، ولا سيما لجهة الاقتصاد والإرث الثقافي لكلا الإقليمين، وجاء هذا التّأييد المشروط، والمتمايز عن مواقف سائر الأحزاب الأخرى المؤيدة للوحدة، ليعبر عن رغبة الحزب المذكور، بمسايرة التيار النّاصري الممتد في أوساط العالم العربيّ، وعن عدم قدرة الحزب على الوقوف في وجه هذا المد النّاصري لأن ذلك يؤدي إلى خسارة الحزب للعديد من المناصرين والمؤيدين، الذين يفضلون الولاء النّاصري على ما عداه من المبادئ والعقائد[16].
وفيما يتعلق برؤية الحزب الشّيوعيّ اللّبنانيّ لدور لبنان السياسي في تلك المرحلة، قال نقولا شاوي أحد مؤسسي الحزب، بأن أمر عروبة لبنان لا تعني الحزب الشّيوعيّ، بقدر ما يهمه موقع لبنان ودوره في السّياسة الإقليمية، ورأى بوجوب تحرر لبنان التام من تأثير السّياسات الغربية وأحلافها المنتشرة في المنطقة، كونها أبرز مظاهر الاستعمار، ورأى شاوي، بأنّ مسألة انضمام لبنان إلى الجمهوريّة العربيّة المتحدة أمر سابق لأوانه[17].
وهكذا، نرى بأن الشّيوعيّين في كل من لبنان وسورية تفاعلوا مع قيام الوحدة السّوريّة – المصريّة بإيجابية تامة، فسارعوا إلى تظهير نقاط التقاطع والالتقاء، وتجنبوا البحث في عوامل التباعد والاختلاف بينهم وبين دولة الوحدة، وتبوأ شعار مقاومة الاستعمار والسياسات الغربية في المنطقة العربيّة، طليعة ما تشارك به الشّيوعيّون وعبد النّاصر في تلك المرحلة.
أما الحزب التقدمي الاشتراكي، فتبوأ طليعة الأحزاب المعارضة للسياسات الرسمية اللّبنانيّة، ورأى الوحدة العربيّة من منظار ثقافي وحضاري وأيديولوجي، ونادى بوجوب ارتكازها على قواعد المنطق في الاقتصاد والتنظيم السياسي[18].
وانطلاقًا من هذه الرؤية العلمية – المنطقية للوحدة العربيّة، رأى الحزب المذكور، أن عوامل ولادة دولة الوحدة، لم تكن قد اكتملت عشية إعلانها في 1 شباط 1958، ولكن ذلك لم يدفعه إلى إعلان معارضته لتلك الوحدة، بل على العكس من ذلك، أعلن تأييده لها، ونالت الشعارات النّاصريّة كمناهضة للاستعمار، والاشتراكية النّاصريّة.. إعجاب وتقدير القيادة السّياسيّة والقاعدة الشعبية في الحزب التقدمي الاشتراكي آنذاك.
وفي الاجتماع الشهير للحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت بتاريخ 10 شباط 1958، ولدى سؤاله عن الموقف الرسمي للحزب من إعلان الجمهورية العربيّة المتحدة، أجاب جنبلاط: إننا نرحب بكل خطوة اتحادية تقوم بين العرب، يكون رائدها توفير الأكثرية من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعيّة والسّياسيّة للمواطنين… إن مجلس إدارة الحزب سيبرق إلى الرئيس عبد النّاصر والقوتلي مهنئًا ومعلنًا غبطته وارتياحه لهذه الخطوة التقدمية العظيمة[19].
وهكذا، جاء موقف الحزب التقدمي الاشتراكي، متماشيًا مع مواقف سائر الأحزاب والتيارات السّياسيّة اللّبنانيّة، المعارضة لسياسة الحكومة اللّبنانيّة آنذاك، لجهة تأييدها للوحدة النّاصريّة، وسواءً أكانت المصلحة السّياسيّة الآنية هي السبب المباشر لهذا الموقف أم لا، فإنه من المؤكد القول إنه ليس في مصلحة أي من تلك الأحزاب السّياسيّة المعارضة، الوقوف في وجه المد الشعبي النّاصري الكاسح في لبنان، وخارجه عشية قيام الوحدة، لكن هذا التأييد الاشتراكي للوحدة، بقي ضمن إطار المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله، وأعلن جنبلاط هذا الموقف صراحة، في الخطاب الذي ألقاه في دمشق بتاريخ 9 آذار 1958، حيث أوضح للرئيس عبد النّاصر بأن لا تعارض بين استقلال لبنان ودوره السياسي الريادي العربيّ[20].
أما حزب النجادة، الذي ترأسه عدنان الحكيم، والذي حمل الفكر الأيديولوجي التقليدي للمسلمين اللّبنانيّين السنة، فقد أيد بصورة مطلقة قيام الوحدة بين مصر وسورية، وعبر بصورة مباشرة عن مواقف سائر المسلمين اللّبنانيّين، والبيروتيين السنة خاصة المؤيدة للوحدة، فولادة أول وحدة عربية في تاريخ العرب الحديث، كان بمثابة تحقيق لأحلام هؤلاء ومشاعرهم التقليدية، التي اختزنوها منذ جلاء العثمانيين عن المنطقة العربيّة، وحتى تاريخ إعلان الوحدة في العام 1958.
تقاطعت تلك العواطف الوحدوية لدى هؤلاء المسلمين، مع معارضتهم للنظام السياسي اللّبنانيّ برمته، والذي وصل إلى ذروته خلال السنوات الأخيرة من عهد الرئيس كميل شمعون، ففور قيام الوحدة، أعلن حزب النجادة موقفه المؤيدة للوحدة، عبر بيان حزبي رسمي جاء فيه: في هذا الظرف الدقيق وشمس الحرية تشرق على دنيا العرب باتحاد قطرين عزيزين مصر وسورية، نواة الجمهورية العربيّة المتحدة.. فحزب النجادة ملتزم بخوض غمار معركة التحرر وأداء رسالته العربيّة الخالدة تأييد الرأي العام العربيّ بقيادة رئيس الحزب الأستاذ عدنان الحكيم[21].
من جهة أخرى، شكل القوميّون العرب، أبرز التيارات السّياسيّة المعارضة للحكم اللّبنانيّ، والتي لم تنضوِ ضمن إطار حزبي منظم، واعتبر هؤلاء أن قيام الوحدة بين مصر وسورية في العام 1958، هو بمثابة الخطوة الأولى في سبيل تحقيق الوحدة العربيّة الشاملة، ولم يجاهر القوميّون العرب علانية وصراحة في رغبتهم بضم لبنان إلى تلك الوحدة، رغم اعتقادهم بأنه جزء لا يتجزأ من الوحدة العربيّة الشاملة، التي يدعو القوميّون العرب إلى تحقيقها، وفي هذا الصدد، وبعد مضي أقل من سنة على قيام الوحدة، قال محسن إبراهيم، وهو أحد قياديي تيار القوميّين العربيّ في لبنان آنذاك، بأنه لا يمكن فصل لبنان عن محيطه العربيّ، لا بل هو جزء لا يتجزأ من الوحدة العربيّة الشاملة، فهو عربي القوميّة والمستقبل والمصير.. وأضاف أن العمل الوحدوي الذي يقوم به القوميّون العرب في لبنان، يختلف عنه في سائر الدول العربيّة، نظرًا إلى الوضع الخاص للبنان، لذا، فتحقيق انضمام لبنان إلى الوحدة العربيّة الشاملة لاحقًا، يتم بالوسائل السلمية والديمقراطية، وعبر إقناع الغالبية العظمى من المواطنين بذلك[22].
ويمكننا إيجاز الأهداف المعلنة للقوميين العرب في لبنان، عند إعلان الوحدة السّوريّة – المصريّة، بالدعوة الصريحة لتغيير وجهة السّياسة الخارجية اللّبنانيّة، لجعلها متناغمة مع السّياسة النّاصريّة، على مختلف الصعد السّياسيّة والاقتصادية والثقافية.
طالت المفاعيل السّياسيّة لقيام الوحدة السّوريّة – المصريّة في العام 1958، سائر الدول العربيّة لناحية تفاعل الجماهير مع هذا الحدث الوحدوي، تأييدًا ودعمًا…[23].
لكن لبنان، حظي ببالغ التأثيرات السّياسة لهذا الإعلان، نظرًا إلى مجاورته دولة الوحدة بإقليمها الشمالي في أكثر من ثلثي حدوده، ثم إلى هشاشة الداخل اللّبنانيّ وتمايزه عن سائر الأقطار العربيّة، وإن قيام فريق من اللّبنانيّين بإعلان تأييده لهذه الوحدة، كان من شأنه أن يخلق أزمة وحكم نظام داخل لبنان، خلافًا لباقي الدول العربيّة، ففي هذا التأييد، ما يثير قلق وهواجس فريق آخر من اللّبنانيّين، وكذلك الحال في حالة المعارضة، فنجد أن هناك تشابكًا قويًا ما بين مسار السّياسيّة الداخلية اللّبنانيّة وبين الثقل السياسي النّاصري الذي خلفته دولة الوحدة في العمق اللّبنانيّ.
لذا، لابد من تسليط الضوء على مواقف أبرز الكتل السّياسيّة اللّبنانيّة من دولة الوحدة، وآراء النخب السّياسيّة والثقافية اللّبنانيّة، تجاه الحدث المذكور، وذلك لإيضاح مدى التقاطع بين ما هو مبدئي وبين ما هو مصلحي آني، في تلك المواقف.
شكلت جبهة الاتحاد الوطني، أكبر تجمع سياسي معارض للرئيس شمعون، وضمت في صفوفها تشكيلًا واسعًا من الشخصيات السّياسيّة التقليدية الإسلامية والمسيحية معًا، لكن إعلان تأييدها ودعمها لدولة الوحدة[24]، لم ينبع من القناعات نفسها لدى سائر أعضاء هذه الجبهة، فرأى السياسيون التقليديون السنة في هذه الجبهة، مثل صائب سلام وعبد الله اليافي…، في الجمهورية العربيّة المتحدة، داعمًا إقليميًا مهمًّا في سبيل تحقيق مكاسب إسلامية في نظام الحكم اللّبنانيّ، بينما لم تكن هذه الأهداف هي عينها بالنسبة إلى حميد فرنجية، أو بالنسبة إلى الراديكالية نفسها الناشئة حينها.
وبموازاة التكتلات السّياسيّة اللّبنانيّة الموالية والمعارضة لسياسة الحكم اللّبنانيّ، تشكلت قوة سياسة ثالثة عرفت بـ “رابطة العمل اللّبنانيّ”، ضمت العديد من المثقفين والأكاديميين المسلمين والمسيحيين، كغسان تويني، ويوسف سالم، وبهيج تقي الدين، وغبريـال المر.. وعملت هذه القوة السّياسيّة، على إيجاد متنفس للصراع السياسي المحتدم بين الموالاة والمعارضة، عبر تبنيها مواقف سياسية معتدلة بينهما[25].
وفيما يتعلّق برؤية هذا التّكتل السّياسيّ لموقع لبنان وموقفه من دولة الوحدة، أصدرت “القوّة الثالثة” بيانًا بتاريخ 5 شباط 1958 رأت فيه، أنه يجب على لبنان الاعتراف بالجمهورية العربيّة المتحدة وعدم مناصبتها العداء، شرط احترام سيادته واستقلاله التامين، ففي ذلك مصلحة عليا للبنان، فقد أدرك القيمون على هذا التكتل السياسي مدى خطورة العداء للناصرية ولدولة الوحدة آنذاك، ففي هذا العداء تهديد مباشر لكيان لبنان وبنيته كدولة، وليس فقط لسيادته واستقلاله[26]، وانطلاقًا من موقف هذه الكتلة السّياسيّة، نجد بأنه ارتكز على مقتضيات الظرف السياسي المحيط بلبنان وواقعه، وليس انطلاقًا من مصالح وأنانيات أعضاء هذه الكتلة وميولهم السّياسيّة.
تفاوتت ردود فعل النخب السّياسيّة والثقافية اللّبنانيّة من إعلان الوحدة، فعلى الرغم من الدعاية الحكومية اللّبنانيّة، الرامية إلى تخويف المسيحيين اللّبنانيّين من الوحدة، باعتبارها ستبتلع لبنان، وبالتالي ستفقد المسيحيين خصوصيتهم الدينية والسّياسيّة من جديد[27].
إلا أنّ هناك أصواتًا مسيحيّة ومارونيّة بخاصة، ارتفعت بعيد إعلان الوحدة، لتعبر عن إعجابها بدولة الوحدة وبقيادتها وتوجهاتها القوميّة العربيّة، وأكدت تمسكها باستقلال لبنان وسيادته بجانب دولة الوحدة، ومن أبرز تلك الأصوات الشيخ بشارة الخوري، والأستاذ هنري فرعون[28]، كذلك عبر السيد بيار إده عن تأييده دولة الوحدة وقال: إنها مدعاة للتفاؤل، وإننا نحن في لبنان لا نخاف الوحدة العربيّة[29].
وقد تشاركت تلك الشّخصيات في قناعاتها بعدم قدرة لبنان على التفرد بسياسة معادية للناصرية، وبأن وقوفه إلى جانب الوحدة النّاصريّة هو أفضل الممكن، وفي المقابل، تشابهت معظم مواقف النخب السّياسيّة الإسلامية في تأييدها للوحدة، ولكنها تمايزت في دوافعها ومنطلقاتها، فكمال جنبلاط مثلًا، جهد في طمأنة المسيحيين وتهدئة مخاوفهم من دولة الوحدة، فشدد على الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله، من خلال الخطاب الذي ألقاه في دمشق بعد قيام الوحدة كما ذكرنا سابقًا[30].
ومن جهة أخرى، شكلت القناعات السّياسيّة والتوجهات الأيديولوجية الدافع الأساس لرشيد كرامي في تأييده للوحدة[31]، كذلك دعا عبد الله اليافي إلى أن تشمل دولة الوحدة لبنان[32].
أما الشخصيات السّياسيّة الشيعية التقليدية، فلم تكن أقل تحمسًا للوحدة من مثيلاتها السنية والدرزية، فقد بعث رئيس المجلس النيابي آنذاك عادل عسيران، برقيتي تهنئة إلى الرئيسين المصري والسّوريّ[33].
لكن تعاطف القياديين السياسيين الشيعة مع المد النّاصري أتى مشابهًا للتعاطف الدرزي مع دولة الوحدة، حيث طمح بعض قياديي هاتين الطائفتين من وراء تأييدهم دولة الوحدة إلى إيجاد دعم سياسي لهم في الداخل اللّبنانيّ، والتخلص من حالة فقدان الوزن السياسي لهاتين الطائفتين في منظومة الحكم اللّبنانيّ، أكثر منه تحقيقًا لرغبات شعبية بالاندماج مع الداخل السّوريّ.
- مواقف فعاليات المجتمع المدني
تفاعلت نقابات وهيئات المجتمع المدني مع حدث قيام الوحدة، فقد تباينت في مواقفها من هذا الإعلان، تبعًا لاستقلاليتها وتحررها من التأثيرات الحكومية وقيود اللعبة السّياسيّة اللّبنانيّة، بين موالاة ومعارضة.
فعلى سبيل المثال، لم يكن الاتحاد العمالي العام في لبنان بمنأى عن تأثيرات السّلطة السّياسيّة اللّبنانيّة، حيث تماشت مواقفه مع توجهات الحكومة اللّبنانيّة حينها، فلدى مبادرة لجنة الاتحادات العمالية في الإقليم السّوريّ إلى جمع تبرعات لتقديمها إلى لبنان، سارع الاتحاد العمالي في لبنان إلى إصدار بيان بتاريخ 25 أيار 1958 شجب فيه هذا الإجراء، واعتبره تدخلًا مشبوهًا في شؤون لبنان الداخلية[34].
وذلك يدل بوضوح على انصياع الاتحاد المذكور إلى توجهات الحكومة اللّبنانيّة وسياساتها العامة آنذاك.
وبالنسبة إلى هيئات المجتمع المدني، فقد سارعت إلى إعلان مواقفها من الوحدة، عبر بيانات حملت عناوين مختلفة “كلجنة الأمهات في لبنان”، وهي جمعية ذات طابع اجتماعي وثقافي وليست ذات صفة طائفية أو حزبية، ولها فروع عدة في معظم المدن اللّبنانيّة، وكان مقرها الرئيسي في منطقة وطى المصيطبة ذات الأغلبية الإسلامية، فأصدرت بيانًا حمل تأييدًا وتهنئة بالوحدة[35]، وكذلك أرسل الأستاذ يوسف سالم، والحاج أنيس نجا باسم “جمعية تجار بيروت” برقية إلى الرئيسين ناصر وقوتلي، تضمنت تأييدًا وتهنئة بالوحدة، معبرين بصورة مباشرة عن توجهات الرأي العام الإسلامي- البيروتي المؤيد للوحدة.
أما مجلس نقابة الصحافة، فأصدر بيانًا بتاريخ 4 شباط 1958، لم يتضمن موقفًا واضحًا من الجمهورية العربيّة المتحدة، وإنما بقي ضمن إطار العموميات، التي نادت بالوحدة بين اللّبنانيّين والتمسك بروح الميثاق الوطني[36]، فتلك الضبابية في بيان نقابة الصحافة، أظهرت عدم قدرتها على تبني موقف واضح، يتضمن انتقادًا واضحًا للمعارضة، أو للحكم القائم على حد سواء، كذلك لم يشر ولو بكلمة واحدة إلى موقف واضح من قيام الوحدة، وسبب ذلك إما عائد إلى التركيبة السّياسيّة أو الطائفية للمجلس المذكور، وإما إلى الضغوطات السّياسيّة الحكومية اللّبنانيّة على نقابة الصحافة آنذاك.
- تفاعل المؤسّسات الدينية اللّبنانيّة والمرجعيات الروحية مع جمهورية الوحدة العربيّة
أدّت المرجعيات الروحية لدى الطوائف المسيحية والإسلامية اللّبنانيّة دورًا مهمًا في مراحل نشوء لبنان، وتكوينه الحديث والمعاصر، وعبرت في معظم الأحيان عن التوجهات السّياسيّة والأيدولوجية لرعاياها، فالبطريركية المارونية مثلًا، كانت بمثابة لسان حال معظم المسيحيين اللّبنانيّين، في مطالبتهم بإنشاء دولة لبنان الكبير، فعشية انتهاء الحرب العالمية الأولى، أدّت البطريركية المارونية دورًا مهمًّا في التّعبير عن هذه التوجهات لدى الدول العظمى في مؤتمر الصلح بباريس في العام 1919، ويرجع تصور البطريركيّة لقيام كيان جغرافيّ لبنانيّ مستقل، إلى منتصف القرن التاسع عشر.
فعلى سبيل المثال، رغب البطريرك بولس مسعد بأن تصل الحدود الجنوبية اللّبنانيّة، حتى شرقي عكا، واستمرت رؤية البطريركية المارونية تلك، بإنشاء كيان لبناني مستقل، حتى العقد الثّاني من القرن العشرين، حيث أخذت منذ ذلك الحين منحى أكثر فعالية مع البطريرك إلياس الحويك، الذي عبر أفضل تعبير عن التوجهات التقليدية للمسيحيين اللّبنانيّين، التواقين إلى العيش ضمن دولة، مستقلة تمامًا عن الداخلين العربيّ والإسلامي، وتأثيراتهما السّياسيّة والثقافية، فحمل الحويك تلك التوجهات إلى مؤتمر الصلح بباريس في العام 1919[37].
كذلك الحال في العام 1946، فقد وجه ممثل البطريرك الماروني في الولايات المتحدة الاشتراكيّ رسالة إلى الأمم المتحدة طالب فيها بجعل لبنان وطنًا قوميًا لمسيحييه[38].
أما دار الفتوى، فكانت المؤسّسة الدينية الوحيدة النّاطقة باسم الطائفتين السنية والشيعية في لبنان حتى مطلع السبعيات، حين تأسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وحملت دار الفتوى التوجهات الأيديولوجية والتقليدية للإسلام السّني اللّبنانيّ عامة، فعارضت معارضة شديدة قيام دولة لبنان الكبير في العام 1920، وكانت من أشد المطالبين بتحقيق وحدة عربيّة أم إسلامية، يكون لبنان جزءًا منها[39].
سأتناول فيما يلي مواقف كل من البطريركية المارونية ودار الفتوى، ومشيخة العقل الدرزية، من سير الأحداث التي شهدها لبنان خلال حقبة الخمسينات عامة، وخصوصًا في العام 1958، ومواقف هذه المؤسّسات الدينية من الاستحقاقات الإقليمية، والداخلية اللّبنانيّة في ذلك العام، من دون التطرق إلى مواقف باقي المؤسّسات الدينية لدى سائر الطوائف اللّبنانيّة الأقل عددًا، توخيًا للاختصار ونظرًا للدور الفاعل الذي لعبته المؤسّسات الثلاث المذكورة دون غيرها في مجرى الأحداث.
المصادر والمراجع
- إبراهيم يموت، الحصاد المر، قصة تفتت قيادة حزب وتماسك عقيدة، منشورات دار الركن، لا مكان، 1993
- أبو صالح، الأزمة اللّبنانيّة.
- إيغور تيموفييف، كمال جنبلاط الرجل والأسطورة
– جريدة الجريدة
– جريدة العمل
– جريدة النهار
- جريدة الأنباء
– عبد الله فكري الخاني، جهاد شكري القوتلي، في سبيل الاستقلال، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2003
– عبد الله قبرصي، عبد الله قبرصي يتذكر، الجزء الرابع، دار الفرات للنشر، بيروت، 2004
– علي محمد لاغا
– كمال جنبلاط، ربع قرن من النضال، الدار التقدمية للنشر، المختارة، 1978
– مجلة الدبور
– ناجي علوش، الثورة والجماهير
– عصام كمال خليفة، شخصيات بارزة في تاريخ لبنان المعاصر، لا دار نشر، بيروت
– مائير زامير، الكيان المسيحي اللّبنانيّ
[1] بحث أعد لاجتياز مرحلة الدكتوراه في التّاريخ الحديث المعاصر
[2] ضم الوفد كل من: غسان تويني، محمد البعلبكي، جبران حايك، عصام المحايري، وكذلك: كلف الصحافي أحمد شومان بمهمة مد الخيوط بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وناصر، وشرح ملابسات مقتل رياض الصلح على يد القوميين، لما لشومان من علاقات شخصية مع ناصر، لكن المهمة لم تؤد غرضها المطلوب، راجع إبراهيم يموت، الحصاد المر، قصة تفتت قيادة حزب وتماسك عقيدة، منشورات دار الركن، لا مكان 1993، ص296.
[3] عبد الله قبرصي، عبد الله قبرصي يتذكر، الجزء الرابع، دار الفرات للنشر، بيروت، 2004، ص148.
[4] عبد الله قبرصي، المرجع نفسه، ص149.
[5] النشرة الرسمية للحركة السورية القومية الاجتماعية، شباط 1958، العدد الثاني، السنة (26).
[6] نقلاً عن النشرة الرسمية للحركة السورية القومية الاجتماعية، العدد الثاني، شباط 1958، السنة (26).
[7] نقلاً عن المصدر نفسه، العدد الثاني، شباط 1958، السنة (26).
[8] عبد الله قبرصي، المرجع نفسه، ص149.
[9] إبراهيم يموت، الحصاد المر، قصة تفتت قيادة حزب وتماسك عقيدة، منشورات دار الركن، لا مكان، 1993، ص331.
[10] جريدة العمل، 4 شباط 1958، العدد (3622)، السنة (20).
[11] نقلاً عن جريدة العمل، 9 شباط 1958، العدد (3627)، السنة (20).
[12] لم يؤخذ باقتراح الوحدة بين مصر وسورية، واستعيض عنه بمبدأ تعزيز وتوسيع التكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين.
[13] ناجي علوش، الثورة والجماهير، مرجع سابق، ص95.
[14] جريدة الأنباء، 8 شباط 1958، العدد (335)، السنة (6).
[15] جريدة الجريدة، 29 تشرين الثاني 1958، العدد (1816)، السنة (6).
[16] ناجي علوش، الثورة والجماهير، مرجع سابق، ص117.
[17] جريدة الجريدة، 5 كانون الأول 1958، العدد (1821)، السنة (6).
[18] كمال جنبلاط، ربع قرن من النضال، الدار التقدمية للنشر، المختارة، 1978، ص113.
[19] نقلاً عن جريدة الأنباء، 8 شباط 1958، العدد (335)، السنة (6).
[20] إيغور تيموفييف، كمال جنبلاط الرجل والأسطورة، مرجع سابق، ص264.
[21] جريدة النهار، 1 شباط 1958، العدد (6796)، السنة (25).
[22] جريدة الجريدة، 2 كانون الأول 1958، العدد (1818)، السنة (6).
[23] عبد الله فكري الخاني، جهاد شكري القوتلي، في سبيل الاستقلال، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2003، ص142.
[24] بتاريخ 5 شباط 1958، وجهت جبهة الاتحاد الوطني برقيتي تهنئة إلى الرئيسين جمال عبد الناصر وشكري القوتلي بمناسبة إعلان الوحدة، ومما جاء في البرقية الموجهة إلى عبد الناصر: يسعد جبهة الاتحاد الوطني أن تقدم لسيادتكم أطيب وأحر التهاني بإعلان الجمهورية العربية المتحدة، التي هيأت لها انتفاضتكم الوطنية الشعبية المباركة وأخرجتها سياستكم الرشيدة من ضمير الزمن إلى عالم الوجود..”
ووقعت البرقيتان باسم علي بزي أمين سر جبهة الاتحاد الوطني، لمزيد من التفاصيل، راجع: جريدة النهار، 6 شباط 1958، العدد (6800)، السنة (25).
[25] جريدة النهار، 3 تشرين الأول، 1957، العدد (6694)، السنة (25)
[26] جريدة النهار، 6 شباط 1958، العدد (6800)، السنة (25).
[27] أبو صالح، الأزمة، ص80.
[28] جريدة النهار، 6 شباط 1958، العدد (6800)، السنة (25).
[29] نقلاً عن مجلة الدبور، 14 آذار 1958، العدد (1707)، السنة (36).
[30] جريدة الأنباء، 8 شباط 1958، العدد (335)، السنة (6).
[31] دعا رشيد كرامي إلى إقامة مهرجان شعبي في المسجد المنصوري في طرابلس احتفالاً بقيام الوحدة، وذلك بتاريخ 7 شباط 1958، لمزيد من التفاصيل، راجع: جريدة النهار، بتاريخ 5 شباط 1958، العدد (6799)، السنة (25).
[32] علي محمد لاغا، مرجع سابق، ص137.
[33] جريدة النهار، 5 شباط 1958، العدد (6799)، السنة (25).
[34] جريدة العمل، 26 أيار 1958، العدد (3715)، السنة (20).
[35] جريدة النهار، 6 شباط 1958، العدد (6800)، السنة (25).
[36] جريدة النهار، 5 شباط 1958، العدد (6799)، السنة (25).
[37] عصام كمال خليفة، شخصيات بارزة في تاريخ لبنان المعاصر، لا دار نشر، بيروت، 1997، ص6.
جاء سفر البطريرك الحويك إلى المؤتمر المذكور كممثل لسكان منطقة جبل لبنان، وذلك بناء على قرار أصدره المجلس التمثيلي في جبل لبنان بتاريخ 6/6/1919 لكن هذا التكليف لم يلغ الحقيقة القائلة، بأن الحويك قام بتمثيل طائفته المارونية في مؤتمر الصلح، أكثر منه تمثيله لباقي سكان منطقة جبل لبنان، عبر تعبيره عن تطلعات الموارنة التقيدية في الاستقلال كما ذكرنا، وظهر ذلك جلياً في تأليف الوفد الذي ترأسه الحويك، حيث اقتصر على مطارنة موارنة باستثناء مطران واحد فقط للروم لكاثوليك.
للمزيد من التفاصيل راجع: مائير زامير، الكيان المسيحي اللبناني، مرجع سابق، ص99.
[38] بتاريخ 5 آب 1947، اقترح البطريرك الماروني إغناطيوس مبارك على اللجنة الدولية المكلفة بدراسة الأوضاع في فلسطين، بجعل لبنان دولة يهيمن عليها المسيحيون، باعتبارها موطناً وملجأً للأقليات الدينية في المشرق العربي.
لمزيد من التفاصيل راجع: إيغور تيموفييف، كمال جنبلاط الرجل والأسطورة، مرجع سابق، ص135.
[39] زامير، مرجع سابق، ص95.
عدد الزوار:252