أبحاثاللغة والأدب والنّقد

تقنيّات التّعبير الفنّيّ في المدرسة الكلاسيكيّة التّقليديّة بين الأدب والفنّ التّشكيليّ دراسة نقديّة مقارنة

تقنيّات التّعبير الفنّيّ في المدرسة الكلاسيكيّة التّقليديّة بين الأدب والفنّ التّشكيليّ دراسة نقديّة مقارنة

Artistic expression techniques in the traditional classical school

د. غسّان نَديم أمّون[1]

Dr. Ghassan Nadim Ammoun

تاريخ الاستلام 5/9/ 2025                                       تاريخ القبول 21/9/2025

ملخص

يعالج هذا البحث موضوع تقنيّات التّعبير الفنّيّ في المدرسة الكلاسيكيّة التّقليديّة بين الأدب والفن التّشكيليّ، وقد تمّ التّطرّق لهذا الموضوع من أجل الكشف على تقنيّات التّعبير الفنّيّ في المدرستين الكلاسيكيّة الأدبيّة والتّشكيليّة، فضلًا عن دراسة أوجه التّشابه والاختلاف بينهما، والجديد في هذا البحث هو دراسة التّقنيّات المختلفة بين المدرستين، وإجراء مقارنة وصفيّة تحليليّة بينهما، أمّا فرضيّات البحث فتعتبر أنّ المدرسة الكلاسيكيّة (بنوعيها) هي مدرسة محافظة وتركز على المحاكاة والتّقليد، كما أنّه لكلّ مدرسة تقنيّات خاصّة تتميّز بها عن المدرسة الأخرى، كما تُعتبر بأنّها أساس لبقيّة المدارس  الّتي أتت بعهدها، أمّا أهداف الدّراسة فتتمحور حول الكشف عن خصائص الكلاسيكيّة( الفنيّة والأدبيّة) فضلًا عن دراسة بعض النّماذج، ودراسة أوجه التّشابه والاختلاف بينهما، ولقد اعتمد الباحث في هذه الدّراسة المنهج الوصفيّ التّحليليّ الّذي يعنى بدراسة الظّاهرة الأدبيّة، دراسة شموليّة ووصفها وتحليلها، والوقوف على مختلف جوانبها، وينقسم البحث إلى عدّة محاور، يسلّط الضّوء في المحور الأوّل على المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب، أمّا المحور الثّاني فيتناول المدرسة الكلاسيكيّة في الفنّ التشكيليّ، في حين يتناول المحور الثّالث تقنيات التشابه والاختلاف بين المدرستين الكلاسيكية الأدبية والتشكيلية، وقد وضع الباحث في نهاية البحث عدّة توصيات وخاتمة تتضمن أبرز النّتائج الّتي خلصت إليها هذه الدّراسة.

الكلمات المفتاحية: المدرسة الكلاسيكيّة، تقنيّات التّعبير، الفنّ التّشكيليّ، الأدب، المحاكاة.

 

Abstract

This research deals with the subject of artistic expression techniques in the traditional classical school between literature and plastic art. This subject was addressed in order to reveal the artistic expression techniques in the classical literary and plastic schools, as well as to study the similarities and differences between them. What is new in this research is the study of the different techniques between The two schools, and conduct a descriptive and analytical comparison between them. The research hypotheses consider that the classical school (of both types) is a conservative school and focuses on imitation and tradition. Also, each school has its own techniques that distinguish it from the other school. It is also considered to be the basis for the rest of the schools that came in its era. As for the objectives of the study, they revolve around revealing The characteristics of classicism (artistic and literary) as well as studying some models, and studying the similarities and differences between them. In this study, the researcher adopted the descriptive analytical method that is concerned with studying the literary phenomenon, a comprehensive study, describing and analysing it, and examining its various aspects. The research is divided into several axes, the first axis highlights the first axis deals with the classical school of literature, while the second axis deals with the classical school of fine arts, while the third axis deals with the techniques of similarity and difference between the classical literary and fine arts schools. At the end of the research, the researcher put forward several recommendations and a conclusion that includes the most prominent results that this study reached.

Keywords: Classical school, expression techniques, visual art, literature, imitation.

 

 

المقدّمة

تعدّ المدرسة الكلاسيكيّة من التّيّارات الأدبيّة والفنيّة الّتي ظهرت في أوروبا وتركت وراءها إنتاجًا عظيمًا من الإبداع الإنسانيّ سواء على صعيد الأدب أو الفنّ التّشكيليّ، وقد تأثّرت المدرسة الكلاسيكيّة بالإنتاج الثّقافيّ والفني للعصرين الإغريقيّ والرّومانيّ، فجعلت من العقل ركيزة أساسيّة للعديد من الأعمال الأدبيّة والفنيّة، كما ركزت على مفاهيم المثاليّة والتّوازن العقليّ بعيدًا عن العواطف والانفعالات.

لقد قامت الكلاسيكيّة على مبدأ المحاكاة والتّقليد، والحفاظ على التّراث والمبادئ والقيم الأخلاقيّة المتنوّعة، واشتهرت بالوضوح والبساطة بعيدًا عن التّعقيد والإيحاء، ففي الفنّ التّشكيليّ ركّزت على إبراز الكمال الجماليّ بما يتعلّق بشكل الإنسان الجسمانيّ، فأظهرت الأجساد بأشكال متناسقة ومثاليّة وفقًا للمثلّث الهرميّ على خلاف بقيّة المدارس الّتي تعتمد على التّشويه البصريّ وفقًا لقواعدها الخاصة، كما حافظت على شكل خطوط حادّة ولجأت إلى الطّبيعة كعنصر إلهام للعديد من الأعمال الفنيّة فضلًا عن اختيار الإضاءة والألوان وطريقة توزيعها بطريقة متناسقة والابتعاد عن المسطّحات اللّونيّة الموحّدة والجامدة أمّا على صعيد الأدب فقد حافظت هذه المدرسة على الوحدات الثّلاث( الزّمان والمكان والموضوع )ووضعت قواعد صارمة على صعيد الشّكل، فحافظت على الشّكل العروضيّ على صعيد الوزن والقافية الموحّدة، فضلًا عن الدّعوة إلى التّمسك بالتّراث الأدبيّ والبعد عن الغموض في التّعبير.

أمّا اشكاليّة هذا البحث فتتمحور حول التقنيّات التّعبيريّة للمدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة والفنيّة، وقد تفرّعت عن هذه الإشكاليّة عدّة تساؤلات أبرزها:

ما هي المدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة وما هي أبرز خصائصها؟

ما هي المدرسة الكلاسيكيّة التّشكيليّة وما هي أبرز خصائصها؟

ما هي أبرز نقاط التّشابه والاختلاف بين المدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة والمدرسة الكلاسيكيّة الفنيّة؟

هذا قد اعتمد الباحث على المنهج الوصفيّ التّحليليّ الّذي يسعى إلى وصف الظّاهرة وتحليلها والوقوف على مختلف جوانبها من ناحية شموليّة.

وإنّ أهميّة هذا البحث تكمن في دراسة الخصائص الفنيّة للمدرستين الكلاسيكيّة الفنيّة والكلاسيكيّة الأدبيّة، والوقوف على نقاط التّشابه والاختلاف بين المدرستين.

 

أوّلًا: المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب

تمثّل المدرسة الكلاسيكيّة تيّارًا فكريًا أدبيًّا ، ظهر في أوروبا في القرن السّابع عشر، وهو يقوم بشكل أساسيّ على العقل بعيدًا عن الانفعالات العاطفيّة، ويدعو إلى التّمسّك بالوضوح والمنطق والابتعاد عن الغموض والتّعابير الرّمزيّة الإيحائيّة، بالإضافة إلى الالتزام بالوحدة العضويّة( خاصة في المسرح )ومن خصائص الكلاسيكيّة أيضًا التّركيز على القيم والمبادئ الأخلاقيّة، والعودة إلى التّقاليد القديمة كالأدب اليونانيّ والرومانيّ القديم “وعلى الإجمال من الممكن الكلام عن الأدب الكلاسيكيّ أنّه أدب العقل، والصّنعة الماهرة، وجمال الشّكل، واتّباع الأصول الفنيّة القديمة للأدب”[2]

تاريخيًّا بدأ العصر الكلاسيكيّ بالنّزعة “الإنسانيّة” في إيطاليًا، “وقد كانت هذه النّزعة حركة عقليّة امتدت إلى الحياة الاجتماعيّة، وكان ممثلو هذه النّزعة يعيشون في بلاط الأمراء وأعوانهم، وكان لهم تأثير كبير في كلّ عناصر المجتمع، وسرعان ما امتدّ هذا اللّون الحضاريّ إلى فرنسا في بلاط الأمراء. وتمثل بخاصّة في بلاط “مارغريت دي نافار” وقد كان هذا الاتّجاه اجتماعيًا، ولم تكن له أوّل الأمر علاقة مباشرة بالأدب، وهو وإن كان حقًا لم ينتج أدبا من الطّراز الأول، فإنّه لولا هذه الحركة لما كان من الممكن أن تكتب الأعمال الفنيّة الكلاسيكيّة الرّائعة”.[3]

إنّ العقل مقدّس لدى الأدباء الكلاسيكيّين، فالعقل عندهم” أساس لفلسفة الجمال لأنّه يعكس الحقيقة، والعقل هو الّذي يحدّد الرّسالة الإنسانيّة (الاجتماعيّة) الّتي يؤدّيها الشّاعر، والعقل هو الّذي يعزّز القواعد الفنيّة ويقوّيها، والعقل هو عماد الخضوع للقواعد العامّة، والعقل هو الّذي يوجد بين المتعة والمنفعة، وبقدر اتّباع الأقدمين للعقل تكون صحّة المحاكاة لهم”[4]

من أبرز الرّواد الغربيّين للمدرسة الكلاسيكيّة: ” الكاتب الفرنسيّ موليير (1622م-1673م) وهو مسرحيّ أيضًا، وُلد في عائلة كانت تعمل في البلاط الملكيّ، والأديب الفرنسيّ لافونتين(1621م-1695م) وهو أديب وشاعر فرنسي وُلد لعائلة برجوازيّة، واشتهر بأعماله الخرافيّة الّتي تهدف إلى تعزيز القيم التربويّة في حياة الأطفال، إضافة إلى الأديب البريطانيّ جون أولدهام (1653م-1683م) الّذي يُعتبر رائد المدرسة الكلاسيكيّة، وقد وُلد أيضًا في عائلة ثريّة، واشتهر بشكل الرّثاء، وقد شكّل شعره صوتًا للتّعبير عن القضايا العامّة”.[5]

أمّا عربيًّا فإنّ” بعض الأدباء العرب تأثروا بالكلاسيكيّة الغربيّة وأخذوا عنها، وهم الأدباء الّذين أتيحت لهم فرصة الاطّلاع على ما عند الأوروبيّين من ثقافة أدبيّة ونقد، وهم أولئك الّذين تعلّموا اللّغات الأوروبيّة وتمكّنوا من القراءة أو الزّيارة أو الاطّلاع ما عند الغربيّين من اتجاهات ثقافيّة وأدبيّة”[6] ومن أبرز أدباء المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب العربيّ الحديث” الشّاعر محمود سامي البارودي  (1839م-1904م)، وهو شاعر عربيّ معاصر حافظ على أغراض الشّعر الجاهليّة (الفخر والمدح والغزل..)، والتزم بالأوزان العروضيّة التقليديّة للشّعر، والشّاعر أحمد شوقي(1868م-1932م) وهو شاعر مصريّ لُقِب بأمير الشّعراء، جمع بين الحضارة العربيّة والتّطوّر الغربيّ، والشّاعر حافظ إبراهيم(1872م-1932م) وهو شاعر مصريّ أيضًا، تناول قضايا ذات أهميّة للشّعوب العربيّة في العصر الحديث، وكان من روّاد النّهضة العربيّة. والشّاعر معروف الرّصافيّ(1875م-1954م) وهو شاعر وكاتب مصريّ يُعتبر من روّاد المدرسة الكلاسيكيّة العربيّة، تمحور شعره حول التّعبير عن مشاعر إنسانيّة عميقة دون انغماس في العواطف المفرطة، برزت النّزعة الكلاسيكيّة في الكثير من قصائده”[7]

  • خصائص المدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة

إنّ المدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة تتميّز بالعديد من الخصائص نذكر منها: “متانة الأسلوب والعناية به عناية كبيرة، فضلًا عن محاكاة الأقدمين من الشّعراء، وعدم الخروج عن قواعد اللّغة التقليديّة، إضافة إلى الحفاظ على الشّكل التّقليديّ للقصيدة العربيّة، فاستخدموا الشّعر العاموديّ ذا الرّويّ الواحد والقافية الواحدة والوزن الواحد، إضافة إلى الحفاظ على أغراض الشّعر القديمة كالمدح والرّثاء والغزل والهجاء…مع البساطة في الأسلوب والجزالة في اللّغة، فضلًا عن الدّعوة إلى الحفاظ على المبادئ والقيم الأخلاقيّة”[8]

ومن نماذج الأدب الكلاسيكيّ الغربيّ: قصيدة لافونتين “الغراب والثّعلب”:

السّيّد غراب، على شجرة كان واقفًا

كان مطبقًا على جبنة بمنقاره

السّيّد ثعلب، جذبته الرّائحة فجاء طامعًا

وجّه له كلامًا من هذا القبيل:” آه! صباح الخير، سيّدي غراب

ما أجملك! كم تبدو لي في غاية الحسن!

بدون ادّعاء، لو أنّ زقزقتك جاءت

مناسبة لريشك، لكنت ملك ضيوف هذا الغاب”

لم تسع الدنيا فرحة الغراب، ولكي يُظهر جمال صوته

فتح منقاره عن آخره، فسقط منه صيده

التقطه الثّعلب، وقال” يا سيّدي النّيّة، لتعلم أنّ كلّ مداهن

يحيا عل حساب من استمع إليه

ثمن هذه النّصيحة بدون شكّ جبنة

استبدّ الخجل والارتباك بالغراب

وقطع على نفسه عهدًا، لن يُخدع مرة أخرى.[9]

بالنّظر إلى القصيدة أعلاه، فإنها تنتمي إلى المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب الغربيّ، ومن خصائص المذهب الكلاسيكيّ الّتي تتوفّر في هذه القصيدة: البساطة في الأسلوب، والوضوح في التّعبير، والبعد عن الرّموز والإيحاءات التّعبيريّة، إضافة إلى انعدام الانفعالات النّفسيّة الجامحة، فضلًا عن المحافظة على الوحدات العضويّة الثّلاث، فهي تتمحور حول موضوع واحدة وهو خداع الثّعلب للغراب، وحول مكان واحد وهو الغابة، وحول زمان واحد وهو زمن وقوع الحدث، إضافة إلى وجود الهدف الأخلاقيّ المتمثل بالعبرة من القصيدة، وهي عدم انخداع الإنسان بالمديح، وعدم الثّقة التّامّة بكلام الآخرين.

ومن أمثلة الأدب الكلاسيكيّ العربيّ: قصيدة ” كم ذا يكابد عاشق ويلاقي للشّاعر أحمد شوقي حيث يقول:

لا تحسبَنّ العلم ينفع وحدهُ

 

  ما لم يتوّج رَبُّه بخَلاقِ

 

كم عالمٍ مدَّ العلوم حبائلًا
ثقث
  لِوقيعَةٍ وقطيعة وفراقِ

 

وفقيهِ قومٍ ظلَّ يرصدُ فقههُ

 

  لِمكيدةٍ أو مُستحلِّ طلاقِ

 

يمشي وقد نُصبت عليه عمامةٌ

 

  كالبرج لكن فوق تلِّ نفاقِ

 

يدعونه عند الشّقاق وما دروا

 

  أنّ الّذي يدعون خِدنُ شقاقِ
ي
وطبيب قومٍ قد أحلَّ لِطبِه

 

  ما لا تحِلُّ شريعةُ الخلاّقِ

 

قتل الأجنّة في البطونِ وتارةً

 

  جَمَع الدّوانِقَ من دمٍ مُهراقِ

 

أغلى وأثمن من تجاربِ علمه

 

  يومَ الفخارِ تجاربُ الحَلّاقِ

 

 

أوّل ما يلفت انتباه القارئ لهذه القصيدة هو الشّكل العاموديّ التّقليدي للشّعر العربيّ، فهو من أبرز خصائص المذهب الكلاسيكيّ في اللّغة العربيّة، حيث يحافظ على قافية واحدة ورويّ واحد، ولغة جزلة فصيحة قريبة من اللّغة الّتي كانت منتشرة في عصر الجاهليّة والإسلام وما تبعهما من عصور كالعصر العبّاسيّ والأمويّ… إضافة إلى محافظة القصيدة على الوحدة الموضوعيّة، فالقصيدة هي بمعظمها تدور حول الوعظ والدّعوة إلى التّمسّك بالأخلاق، والتّحذير من استخدام العلم لغايات غير أخلاقيّة، وقد صبّت هذه القصيدة جام غضبها على العلماء المنحرفين الّذين أضاعوا الأمانة، فانتقدت ضلالهم وقللت من قدرهم، إضافة إلى حضور العديد من المصطلحات والألفاظ البيانيّة القديمة مع الزّخرفة الفنيّة المتمثّلة بالتّشبيه والكناية فضلًا عن استحضار القيم الدّينيّة والدّعوة إلى التّمسّك بالشّرعية الإسلاميّة، هذا وقد استخدم الشّاعر الأسلوب الواضح والعبارات الشّفافة إضافة إلى الأسلوب الخطابيّ الّذي كان يهدف إلى إيصال فكرة ما أكثر من التّركيز على الزّخرف والبيان والمتعة.

ثانيًا: المدرسة الكلاسيكيّة في الفنّ التّشكيليّ

إن مصطلح “كلاسيكيّة” ليس حكرًا على الأدب والفنّ، بل قد يطلق على كلّ ما هو قديم محافظ، وهو أشبه بإطار يحافظ على نمط ما ويدعو إلى التّمسّك به وعدم الخروج عن قواعده، وكلمة “كلاسيك” ترجع إلى” لفظة إغريقيّة وتعني الطّراز الأوّل أو الممتاز أو المثل النّموذجي؛ حيث اعتمد الإغريق في فنّهم على الأصول الجماليّة المثاليّة، فقد كانوا ينحتون ويرسمون الإنسان في وضع مثالي وبنسب مثاليّة، فظهر الرّجل في أعمالهم الفنّية وكأنّه عملاق أو بطل لكمال الأجسام، وظهرت النّساء وكأنّهن ملكات جمال، فالمفهوم الكلاسيكيّ كان عندهم هو الأفضل والأمثل والأكثر جودة”[10]

وكلمة كلاسيك هي في الأصل” كلمة يونانيّة بمعنى الطّراز الأوّل، أو الطّراز الممتاز، أو الطّراز النّموذجيّ، وتعود هذه التّسمية إلى كون اليونانيّين متمسّكين للغاية بالأسس النّموذجيّة الجماليّة، وهذا الأمر واضح بشكل كبير في منحوتاتهم البشرية الّتي يطغى عليها الكمال الجسمانيّ، فالمفهوم الكلاسيكيّ في الفنّ كان له قدسيّة كبيرة لتأتي الجودة في المرتبة الثّانية.”[11]

إنّ الفنّ الكلاسيكيّ يعكس اعترافًا داخليًا بالقيمة المعنويّة للنّمط المُتّبع، فالكلاسيكيّة – بشكل عامّ- وإن تأخرت في الظّهور كتيّار فكريّ يدعو إلى التّمسك بالعادات والتّقاليد والقيم السّائدة إلّا أنّها كانت موجودة منذ القدم، فقد تمّ استخدام الفنّ الكلاسيكيّ قبل أن يخرج إلينا بصفته مصطلحًا، وكان ذلك في القرن الثّامن عشر، فقد كان الفنّ الكلاسيكيّ قد ظهر من جديد في إيطاليا، وكان موجودًا منذ القرن الخامس عشر، فقد كان هناك وقتها نهضة شاملة في الميادين العلميّة كلّها، وقد شملت من ضمنها الفنّ، وخاصة فنّ الرّسم والنّحت، كما كان التّركيز في ذلك الوقت على الأصول الاغريقيّة في الفنون الجميلة، ومن بعدها قام عدد من الفنّانين بالمناداة مرة أخرى لاسترجاع تقاليد الإغريق وأيضا اليونانيّة، مع الإشارة إلى أنّ آثارها موجودة في النّحت والعمارة وأيضا التّصوير، وهي الأشياء الّتي كانت منتشرة في جميع انحاء إيطاليا[12]

تعدّ المدرسة الكلاسيكيّة واحدة من أقدم المدارس الفنّية على الإطلاق، وأكثرها قربًا واستساغًا للمتلقّين، وذلك لنقلها التّفاصيل الدّقيقة بشكل مبسّط وواضح، مع إضافة الطّابع الجماليّ السّاحر بعيدًا عن الرّموز والتّعقيد والانفعالات الجامحة المُبالغ حخفيها، فهي ترتكز على العقل والمنطق، وكانت ركيزة أساسيّة للمدراس التّشكيليّة الّتي أتت بعدها، والّتي ظهرت مع التّحوّل المجتمعيّ في التّغيير،  فالمدرسة الكلاسيكيّة “تعتمد بشكل كبير على الرّسم الدّقيق للأشكال، وعادة ما تكون الموهبة هي المتحكّمة فيها، ونرى أنّ الفنّ الكلاسيكيّ قد اعتمد بشكل كبير على الأصول الجماليّة، فنرى في جميع الأعمال الكلاسيكيّة مجسّمات للرّجال ذوو كمال الأجسام، وفي النّساء نرى الجمال المثاليّ أيضا لهم، فقد كان اليونانيّون متمكّنون في عمليّة نحت أو رسم الشّخص في وضع مثاليّ للغاية وبالنّسب المثاليّة، فقد اعتادوا أن يقوموا بإظهار الجمال في أعمالهم الفنيّة على أنّهم عمالقة، و على أنّه بطل في كمال الاجسام، وكانوا يظهرون النّساء على أنّهن ملكات للجمال، وكان مفهوم الكلاسيك عند اليونان هو المثاليّة والجودة”[13] وكغيرها من المدارس تزخر الكلاسيكيّة الفنيّة بالعديد من الفنانين التّشكيليّين كالرّسام الشّهير ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinciالمعروف بالتّصوير والرّسم والّذي تميّز بأعماله الكلاسيكيّة الشّهيرة: لوحة الموناليزا والعشاء الأخير، إضافة إلى الفنّان ميكيلانجيلو بورناروتيMichelangelo Buonarroti فضلًا عن الرّسام نيكولا بوسانNicolas poussin والرّسام الفرنسيّ جاك لوي دايفيدJacques-Louis David وغيرهم من الفنانين الّذين برعوا في مجال الفنّ الكلاسيكيّ آنذاك.

أمّا عربيًّا فقد تأثّر العديد من الفنّانين التّشكيليّين بالمدرسة الكلاسيكيّة فيم بعد ولكن لم يكن لهم صدى كبيرٌ مقارنًة بالفنّانين الغربيّين الأوائل، نذكر منهم: الفنّان المصري محمود سعيد، والفنّان اللّبنانيّ مصطفى فرّوخ، والرّسّام العراقيّ عبد القادر الرّسام وغيرهم…

 

  • خصائص المدرسة الكلاسيكيّة التّشكيليّة

بما أنّ الكلاسيكيّة مدرسة في الرّسم فهي تتمتّع بالعديد من الخصائص والمميّزات، فالعقل يشكل محورًا أساسيًّا للعمل الفنّيّ، “حيث تُعتبر الكلاسيكيّة نموذجًا للفكر العقليّ والتّأمليّ، فيكون العقل فيها هو الحكم النّهائيّ في جميع جوانب الفنّ، كما تعتمد الكلاسيكيّة على قواعد صارمة في العمل الفنّيّ، فهي تسعى إلى إبراز الواقع كما هو، بعيدًا عن الخيالات والانفعالات والتّجريد فضلًا عن البحث عن المثاليّة حيث تسعى هذه المدرسة إلى تجسيد الجمال بطريقة مجرّدة ونقيّة خالية من خيالات غيبيّة أو تعبيريّة زائدة، خاصّة في تصوير الأجسام بطريقة مثاليّة جماليّة، مع الاعتماد على قاعدة التّكوين الهرميّ الهندسيّ كطريقة لتشكيل جسم الإنسان، كما تعتمد الكلاسيكيّة على الطّبيعة في عمليّة التّشكيل، فتنظر إلى الطّبيعة باعتبارها مصدر إلهام لاكتشاف جماليّتها الدّاخلية أمّا على صعيد الخطوط والأبعاد فهي تتميّز ببنيانها الهندسيّ الممتاز ودقّة الخطوط الحادّة والواضحة، أمّا فيما يتعلّق بالألوان والإضاءة فإنّ المدرسة الكلاسيكيّة تستخدم مجموعة متنوّعة من الألوان لتوفير عمق وتنوّع بصريّ أكثر ثراء وتبتعد عن استخدام المساحات الملوّنة الموحّدة الضّخمة، إضافة إلى توزيع الضّوء والظّل بطريقة منطقيّة مدروسة لإبراز التّفاصيل الدّقيقة.”[14]

 

2 -لوحة الموناليزا( ليوناردو دافنشي )

تنتمي هذه اللّوحة إلى المدرسة الكلاسيكيّة في الفنّ التّشكيلي، وهي تحمل العديد من الخصائص الفنيّة لهذه المدرسة نذكر منها:

2-1 العقلانيّة والوضوح

إنّ اللّوحة تجسّد مشهدًا لامرأة تجلس بطريقة مثاليّة، وخلفها يبدو مشهد طبيعيّ يتكوّن من سماء وأشجار وبحيرة وطريق، فالمشهد يبدو عقلانيًّا، نستطيع من خلاله إدراك المغزى بسهولة، وهو يخلو من الرّموز، والإيحاءات، والإشارات والعواطف الجامحة.

2-2 المثاليّة

قام الفنّان بتشكيل واقعيّ لوجه المرأة، هذا التّشكيل جاء ممزوجًا بالمثاليّة المفرطة الّتي يسعى الفنان إلى إيصالها، وذلك من خلال وضعيّة المرأة وطريقة جلوسها، فضلًا عن ملامحها الجميلة واللّباس المتألّق الفخم، بالإضافة إلى الخلفيّة الطّبيعيّة الّتي تضفي جمالًا إضافيًّا على اللّوحة، ويجسّد الفنان بهذا المزج بين صورة المرأة والطّبيعة نوعًا من الانسجام المثاليّ بين الشّخصيّة وعالمها الخارجيّ.

2-3 الخطوط

على عكس الخصائص الكلاسيكيّة يعتمد دافنشي الخطوط النّاعمة في تشكيل عناصر لوحته، باستثناء تلك الخطوط الّتي تشكّل رأس المرأة وشعرها وكتفها، فهي تبدو خطوطًا حادّة تظهر التّباين الواضح بين الصّورة والخلفيّة، فضلًا عن خطوط اليدين، إضافة إلى اعتماد قاعدة التّكوين الهرميّ في تشكيل جسم المرأة، حيث يبدأ هذا التّشكيل من الرّأس وينتهي عند أسفل البطن.

التّوازن: هذا التّوازن يتجلّى في المشهد الطّبيعي الهندسيّ، الّذي يمثّل قواعد المنظور بأبعاده المختلفة وهو ما يميّز هذه المدرسة.

2-4 الألوان

استخدم دافنشي التّدرج اللّوني في تصوير لوحته، وذلك من أجل تشكيل مشهد متنوّع ذي عمق بصريّ وهو ما يُعرف شعبيًّا بمصطلح (التّعتيق) مبتعدًا عن المساحات اللّونيّة الموحّدة والجامدة.

الإضاءة

قام دافنشي بالدّرجة الأولى بتسليط الضّوء بشكل مباشر على المرأة من أجل شدّ المتلقّي إلى الرّسالة الأساسيّة الّتي يريد إيصالها من خلال هذا العمل، ثم قام بتسليط الضّوء بطريقة متدرّجة على معظم مساحات اللّوحة من أجل خلق أبعاد متنوّعة وثلاثيّة الأبعاد، وهذه الطّريقة الفنيّة تعدّ من التّقنيّات المميّزة في المدرسة الكلاسيكيّة.

 

ثالثًا: تقنيّات التّشابه والاختلاف بين المدرستين الكلاسيكيّة الأدبيّة والتّشكيليّة

إنّ الأدب والفنّ التّشكيليّ هما أداتان للتّعبير عن المشاعر والأحاسيس الوجدانيّة، وإنّ لكلّ منهما أدواته الخاصّة الّتي تعتمد على الموضوع أو الفكرة الّتي يريد إيصالها، وككلّ شيء في الحياة يتفرع الأدب والفنّ إلى مدارس وطرق مختلفة في التّعبير، يعتمد بعضها على التّقليد ويعتمد البعض الآخر على الثّورة والتّجديد، وإنّ بحثنا اليوم يركز على التّقليد التّعبيريّ في مجاليْ الأدب والفنّ التّشكيليّ لا سيّما المدرسة الكلاسيكيّة الّتي تضمّ كلًّا من الفنّين، فقد “يشترك الأدب بمختلف أجناسه مع الفنون بمختلف تفرّعاتها في كونهما أداتين للتّعبير عن الإنسان في حالاته المتعدّدة، كما يشتركان في نقطة تتجاوز التّعبير إلى توثيق التّاريخ البشريّ. وإن كان الأدب يمثّل حالة إبداعيّة ترتكز في تجسيدها على الكتابة النّصيّة أو الخطّيّة، فإنّ الفنّ يمثّل كلّ ما لا يتجاوز إمكانيّات المبدع في التّعبير عنه نصًّا مثل النّحت والرّسم. كما تقف بعض الفنون على نقطة تماسٍّ بين الكتابة الإبداعيّة والإخراج الفنّيّ مثل النّصّ المسرحيّ الّذي يتجسّد على الخشبة، أو النّصّ الشّعريّ الغنائيّ الّذي يكتب ليصاحب بلحن موسيقيّ يحولّه إلى ما يعرف بالأغنية.[15]

لذلك يرتبط الأدب بالفنّ التّشكيليّ “ارتباطًا وثيقًا، فقد اجتمعا في أشكال عديدة موضوعيّة من حيث أن يكون موضوع العمل الأدبيّ متعلّقا بالفنّ التّشكيليّ أو العكس، أو بجمع المبدعين بين الأدب والتّشكيل، أو مرافقة أحدهما للآخر، أو تأثير أحدهما على بنية الآخر.[16]

إنّ هذا التّقارب بين الأدب والفنّ التّشكيليّ دفع بالعديد إلى إجراء محاولات عديدة من أجل الجمع بين أنواع الفنون جميعها لا سيّما الأدب والفنّ، ولكنّ ذلك لم يتكرّس على أرض الواقع “وبخاصّة عندما نشب التّضارب فيما بين الفنون المختلفة من حيث التّسلسل التّاريخيّ لأطوار كلّ منها، من ذلك أنّه بينما يحدّد بعض الأدباء فرنسا كمهد الكلاسيكيّة، إذ بطائفة من مؤرّخي الفنّ التّشكيليّ يعزون عودة المبادئ الكلاسيكيّة إلى ظهور تلك الآثار الفنيّة الّتي أسفر عنها التّنقيب في أطلال “هيركولانوم” و “بومبي” ثمّ إلى قيام الثّورة الفرنسيّة وإلا ما استتبع ذلك في انتعاش الفكر في المجتمع الحديث”[17]

ثمّ نقوم بإجراء مقاربة بسيطة نحدّد من خلالها نقاط التّشابه والاختلاف بين التّقنيّات الكلاسيكيّة المختلفة في التّعبير الوجدانيّ على صعيد الأدب والفنّ التّشكيليّ.

  • أوجه التّشابه
  • إنّ المدرستين تقومان على المحاكاة والتّقليد، ويعود كلّ منهما إلى العصر الإغريقيّ والرومانيّ القديم.
  • إنّ العقل هو العنصر الأساسيّ الّذي تقوم عليه المدرستان، بعيدًا عن الانحدار نحو هوّة الخيال والتّطرّف العاطفيّ.
  • على صعيد التّصوير المثاليّ تسعى كلّ من المدرستين إلى إبراز الكمال الجماليّ والّذي يتعلّق بشكل الإنسان على الصّعيد الخارجيّ( الجسمانيّ ) والدّاخليّ( النّفسيّ ).
  • كلتا المدرستين تقومان على إيصال الرّسائل الأخلاقيّة من خلال نقل القيم والمبادئ العقلانيّة والأخلاقيّة.
  • إنّ المدرستين تقومان على البساطة والوضوح، والبعد عن التّعقيد الفكريّ، ممّا يجعلهما أكثر شعبيّة وقربًا من النّاس.
  • أوجه الاختلاف
  • اختلاف التّقنيات التّعبيريّة، حيث تقوم الكلاسيكيّة الأدبيّة على اللّغة والشّعر أمّا الكلاسيكيّة الفنّية فتعتمد على الرّسم والنّحت والتّصوير.
  • إنّ طريقة التّلقي تختلف من مدرسة إلى أخرى، ففي المدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة يحتاج الإنسان إلى مدّة من الزّمن من أجل الإلمام بالصّورة الفنيّة، لاسيّما في قراءة الشّعر والأعمال المسرحية، وذلك يحتاج إلى جهد عقليّ بينما يتطلّب العمل الفنّيّ الكلاسيكيّ بضع لحظات من أجل فهم الفكرة كاملة، حيث إنّنا من أوّل مشاهدة للّوحة نفهم الموضوع ونحيط به من مختلف جوانبه وذلك يعتمد يحتاج إلى ملاحظة بصريّة مع تركيز ذهنيّ واعٍ.
  • تستخدم المدرسة الكلاسيكيّة الأدبيّة أساليب فنيّة تقوم على الصّور والمحسّنات والبلاغة، بينما تعتمد الكلاسيكيّة الفنيّة على الخطوط والألوان والإضاءة والحركات، والمنظور.
  • إنّ الكلاسيكيّة الأدبيّة تسلّط الضّوء على القيم والمبادئ الأخلاقيّة، بينما تهتمّ الكلاسيكيّة التشكيلية بالتّركيز على الكمال الجسمانيّ والشّكل الخارجيّ المثاليّ.

رابعًا: التّوصيات

إنّ لكلّ قديم قيمة خاصّة، تمثّل الجذور لكّل ثقافة، ومن ليس له ماضٍ ليس له حاضر، فالحفاظ على القديم ليس تخلّفًا، بل سعيًا للحفاظ على كنز مليء بالعديد من الإيجابيّات الّتي نكاد نفتقد إليها في عصرنا الحالي، لذا يجب التّمسّك بالمبادئ الكلاسيكيّة وإعادة إحيائها بما يتناسب مع مقتضيات العصر، وذلك من خلال خلق نوع من التّوازن يحفظ لكلّ مدرسة خصوصيّتها، إضافة إلى تشجيع الأدباء والفنّانين على الحفاظ على خصائص الكلاسيكيّة الأصليّة كالوضوح، والالتزام والحفاظ على القيم والمبادئ الأخلاقيّة الرّاسخة، والهدف من جميع هذه التّوصيات هو خلق عمليّة توازن بين ما هو تقليديّ أصيل وبين ما هو عصريّ مرِن.

خامسًا: الخاتمة

إنّ المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب والفنّ التّشكيليّ تقوم بشكل أساسيّ على قواعد العقل، وتتبّع قوانين صارمة من حيث الحفاظ على الشّكل والمضمون، فلا وجود للخيالاتِ والانفعالات الجامحة، إنّما تحافظ على الواقعيّة في التّعبير، وهي تعدّ من المدارس الأساسيّة والرّائدة في عوالم الفنّ التشكيليّ والأدب العربيّ والعالميّ، وقد توصّل البحث في هذا المجال إلى عدّة نقاط، أبرزها:

  • إن المدرستين الكلاسيكيّة الأدبيّة والفنيّة يعودان إلى العصر الإغريقيّ والرّومانيّ القديمين.
  • هناك العديد من وجهات التّشابه والاختلاف في تقنيّات التّعبير بين الكلاسيكيّة الأدبيّة والكلاسيكيّة الفنيّة التّشكيليّة.
  • يعدّ التّقليد (المحاكاة) العنصر الأساسيّ الّذي تقوم عليه الكلاسيكيّة في الفنّ والأدب.
  • إنّ المدرسة الكلاسيكيّة (الأدبيّة والفنيّة) تقدّسان العقل وتبتعدان عن المراوغة والإيحاء في التّعبير.
  • تلتزم كلتا المدرستين بقواعد صارمة ولا تخرجان عن الأطر المرسومة في التّعبير.
  • تحافظ المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب على الأوزان العروضيّة والقافية الواحدة، وتعتمد على الألفاظ الجزلة والأسلوب الواضح وتتأثّر بالشّعر الجاهليّ والإسلاميّ بمختلف أنواعه.
  • تركّز الكلاسيكيّة الأدبيّة على القيم والمبادئ الأخلاقيّة، بينما تركز الكلاسيكيّة الفنيّة على الخطوط والمشاهد، والألوان، والإضاءة، والمنظور.
  • اختلاف طريقة التلقّي بين المدرستين، فالمدرسة الأدبيّة تقوم على بذل جهد ووقت من أجل قراءة وفهم النّصوص والمشاهد المسرحيّة، بينما يحتاج العمل الفنّيّ إلى جهد قليل ولحظات قليلة من أجل فهم المعنى.
  • تتقاطع الخصائص الكلاسيكيّة الأدبيّة والفنيّة في البساطة والوضوح، والمثاليّة.

 

المصادر والمراجع

الكتب:

  • إسماعيل، عزّ الدّين. الأدب وفنونه. دار الفكر العربيّ، القاهرة، ط9، 2013 (بتصرّف).
  • عفيفي، رفعت زكي محمود. المدارس الأدبيّة الأوروبيّة. دار الطّباعة المحمديّة، القاهرة، ط1، 1992م.
  • عزّت، محمد مصطفى. قصّة الفنّ التّشكيليّ. دار المعارف، مصر، 1964م.
  • مراد، طارق. الكلاسيكيّة وفنون عصر النّهضة، موسوعة المدارس الفنيّة للرّسم، دار الرّاتب الجامعيّة، ط1، 2005م.

المراجع الالكترونيّة.

  • البيلي، صفاء. انفتاح الأجناس الأدبيّة على الفنون.. “الرّواية.. الموسيقى…التّشكيل والمسرح” نُشر27 سبتمبر https://n9.cl/4f6d0 .
  • الجندي، سامي. روّاد المدرسة الكلاسيكيّة وأثرهم في الأدب العربيّ، https://terjatev.si/post/107335 نُشر بتاريخ 04-01-2025.
  • الصّالح، ميس. ما هو الفنّ الكلاسيكيّ وكيف نشأ على مرّ التّاريخ؟ نُشر بتاريخ 25 اغسطس2022 https://www.cultural-mix.com/2022/08/blog-post_48.html#google_vignette .
  • العباديّ، صفاء. خصائص المدرسة الكلاسيكيّة في الفنّ التّشكيليّ: جوهر المنطق والإبداع المتّزن، نُشر 26مارس 2025، https://n9.cl/h9wle7 .
  • القاسميّ، ياسر نديم. المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب العربيّ الحديث (شوقي والرافعي نموذجين). (د.ت) https://darululoom-deoband.com/arabicarticles/archives/1009 .
  • محمود، إيمان. خصائص المدرسة الكلاسيكيّة في الفن، نشر 13ديسمبر2022 https://www.almrsal.com/post/831833 .

[1] غسّان نديم أمون، باحث وشاعر وفنان تشكيلي، له العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في لبنان وخارجه.

ammounghassan@gmail.com

[2] عزّ الدّين إسماعيل، الأدب وفنونه، دار الفكر العربيّ، القاهرة، ط9، 2013، ص30 (بتصرّف)

[3]، المصدر نفسه، ص29-30

[4] رفعت زكي محمود عفيفي، المدارس الأدبيّة الأوروبيّة، دار الطّباعة المحمديّة، القاهرة، ط1، 1992م، ص20

[5] سامي الجندي، روّاد المدرسة الكلاسيكيّة وأثرهم في الأدب العربيّ، https://terjatev.si/post/107335 نُشر بتاريخ 04-01-2025، تمّ الاطّلاع عليه بتاريخ 21-06-2025 (بتصرّف)

[6] رفعت زكي محمود عفيفي، المدارس الأدبيّة الأوروبيّة، دار الطّباعة المحمديّة، القاهرة، ط1، 1992م، ص31

[7]  سامي الجندي، مرجع سابق.

[8] ياسر نديم القاسمي، المدرسة الكلاسيكيّة في الأدب العربيّ الحديث (شوقي والرافعيّ نموذجين). (د.ت) https://darululoom-deoband.com/arabicarticles/archives/1009 تمّ الاطّلاع عليه بتاريخ 22-06-2025 (بتصرّف)

[9] ترجمة عبد الحميد بورايو، أستاذ التّعليم العالي بقسم اللّغة العربيّة وآدابها، كلية الآداب واللّغات، جامعة الجزائر

[10] محمد مصطفى عزّت، قصّة الفنّ التّشكيليّ، دار المعارف، مصر، 1964م، ص63

[11] ميس الصّالح، ما هو الفنّ الكلاسيكيّ وكيف نشأ على مرّ التاريخ؟ نُشر بتاريخ 25 اغسطس2022 https://www.cultural-mix.com/2022/08/blog-post_48.html#google_vignette تمّ الاطّلاع عليه بتاريخ 22-06-2025

[12] إيمان محمود، خصائص المدرسة الكلاسيكيّة في الفن، نشر 13ديسمبر2022 https://www.almrsal.com/post/831833 تمّ الاطّلاع عليه بتاريخ 22-06-2025.(بتصرّف)

[13] إيمان محمود، المرجع نفسه.

[14] صفاء العبادي، خصائص المدرسة الكلاسيكيّة في الفنّ التّشكيليّ: جوهر المنطق والإبداع المتّزن، نُشر 26مارس 2025، https://n9.cl/h9wle7 تمّ الاطّلاع عليه بتاريخ 22-063-2025 (بتصرّف)

[15] صفاء البيلي، انفتاح الأجناس الأدبيّة على الفنون.. “الرّواية.. الموسيقى…التّشكيل والمسرح” نُشر27 سبتمبر https://n9.cl/4f6d0 تمّ الاطّلاع عليه بتاريخ 22-06-2025

[16]صفاء البيلي، المرجع نفسه.

[17] طارق مراد، الكلاسيكيّة وفنون عصر النّهضة، موسوعة المدارس الفنيّة للرّسم، دار الرّاتب الجامعيّة، ط1، 2005م، ص53

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى